لندن أغلى مدن العالم.. وأرخصها في جنوب آسيا وأميركا اللاتينية

طرأ تغيير كبير على البحث العالمي الذي اعده بنك «يو بي اس» السويسري حول العوائد والاسعار منذ عام 2006 وحتى الآن، وذلك بسبب التغير الدراماتيكي في القيم المرتبطة بالعملات.
ورافق تغير اسعار صرف العملات، تحرك في مستويات الاسعار النسبية حول العالم.
والبحث الجديد الذي اعده «يو بي اس» ويضم تفاصيل احدث عن تكاليف المعيشة، يعكس معظم التحركات الاخيرة في اسعار الصرف والتضخم.
وكشف البحث ان معدلات القوة الشرائية للعاملين هي الاعلى في زيورخ، وجنيف، ولوكسمبورغ، والادنى في مانيلا ومومباي وجاكرتا، علما بأن سلة البضائع المستخدمة في البحث تتحيز لمعايير المستهلكين في اوروبا الغربية. هذا، وتعتبر بعض البضائع غالية نسبيا في الدول المتطورة تلك.
فعلى سبيل المثال ركز البحث على تكلفة المنازل المبنية على الطراز الغربي في مدن مثل مومباي.
على الصعيد ذاته، تعد تكلفة بعض مناطق الاقامة عالية مقارنة بالسكن المحلي العادي.
هذا، وساهم انحدار قيمة عملة الدولار الاميركي الذي هبط بنسبة 18 في المائة تقريبا امام اليورو، بتشجيع المتسوقين الاوروبيين على القدوم لمدينة نيويورك. في حين اصبحت لندن اغلى 28 في المائة عما سبق.
من جانب آخر، انتشرت موجة الغلاء بشكل كبير في الدول الاوروبية التي تتعامل باليور واصبحت اكثر غلاء من ذي قبل.
اضافة الى انه في بحث 2006 لـ «يو بي اس» كانت كل من مدينة برشلونة وهونغ كونغ متساويتين بالغلاء، في حين تعد الآن مدينة برشلونة اغلى 22 في المائة من المدينة الصينية.
اما المدن الارخص فتتركز في جنوب آسيا واميركا الجنوبية. واقتربت معدلات الغلاء في مدينة بيونس آيرس الارجنتينية تقريبا مدينة مومباي، وساهم تدهور قيمة سعر العملة الهندية بجعل المدن الهندية مناطق جاذبة للسياح، كتلك الحال ذاتها في المدن الارجنتينية.
من ناحية اخرى، ومنذ بداية 2006 وحتى الربع الثالث من العام الماضي، قفزت مدينة كراكاس عشر مراتب في التصنيف، واقتربت من معدل الغلاء الموجود في سنغافورة.
وفي فنزويلا، لا يزال التضخم يرتفع ويحلق لمستويات عالية تصل الى 36 في المائة حتى وقت اعداد هذا البحث، هذا وكانت اسعار النفط المرتفعة وراء النمو السريع للاقتصاد الفنزويلي.
وساهمت كل من السيولة المتدفقة وسوق صرف العملات المحدود بوصول معدلات التضخم لمستويات قياسية في المدن التي اجرى «يو بي اس» بحثه عليها.
على صعيد آخر، يحصل العاملون في الدول الاسكندنافية على اعلى اجور محلية، لكن بعد الضرائب والضمان الاجتماعي، يصبح العاملون في زيورخ ودبلن الافضل وضعا، اذ يحتفظون بأعلى حصة من اجورهم بعد الضريبة وخصومات الضمان الاجتماعي.
والجديد بالذكر، ان التغيرات في الاجور هي اقل بشكل كبير من تلك المرتبطة بمستويات الاسعار.
ونمت معدلات التصخم سرعة اكبر من الرواتب بسبب الزيادة الحادة في اسعار الطاقة والغذاء.
ومن حيث تصنيف المدن الاقل اجورا، ترأست جاكرتا قائمة «يو بي اس»، تلتها دلهي، ومانيلا، ومومباي.
ومقارنة مع اعلى خمس مدن اوروبية من حيث الاجور، يحصل العاملون في جاكرتا على اجور اقل بنسبة 95 في المائة من تلك المدن الاعلى، ومع ذلك، ينعم العاملون في المدن ذات الاجور الادنى بما يحصلون عليه بسبب معدلات الضريبة المنخفضة جدا، والتي تعتبر الادني مقارنة بالدول ذات الاجور الاعلى.
لكن، ومن ناحية اخرى، لا يجب ان يتم تجاهل الاجور المتدهورة في المدن الفقيرة، خصوصا مع انعدام التأمين الصحي وشبكة الضمان الاجتماعي الضعيف والبنية التحتية السيئة.
من جانب آخر، وفي حين ان المقيمين في زيورخ يحصلون على صافي اعلى اجور، لكن المدينة السويسرية لا توفر ارخص معدلات ضريبة في العالم الغربي، ويمكن اعتبار الضرائب والضمان الاجتماعي انهما الاقل في دبلن ومدريد على سبيل المثال من حيث النسبة المئوية من الدخل الاجمالي.
من ناحيتها، اعادت مدينة دبي خلق نفسها كمركز مالي جديد، وتوفر اقل نسبة ضرائب ومعدلات مساهمة اجتماعية وفقا لتصنيف «يو بي اس».